{وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ} مثل عاد وثمود وغيرهم فأهلكوا، {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}.{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ} كيف يخلقهم ابتداء نطفة ثم علقة ثم مضغة {ثُمَّ يُعِيدُهُ} في الآخرة عند البعث {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.{قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} فانظروا إلى ديارهم وآثارهم كيف بدأ خلقهم، {ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ} أي: ثم الله الذي خلقها ينشئها نشأة ثانية بعد الموت، فكما لم يتعذر عليه إحداثها مبدءًا لا يتعذر عليه إنشاؤها معيدًا. قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: {النَّشْأَة} بفتح الشين ممدودة حيث وقعت، وقرأ الآخرون بسكون الشين مقصورة نظيرها الرّأفة والرآفة. {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.{يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} تردون.{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} فإن قيل: ما وجه قوله: {ولا في السماء} والخطاب مع الآدميينُ وهم ليسوا في السماء؟.قال الفراء: معناه ولا من في السماء بمعجز، كقول حسان بن ثابت:فَمَنْ يَهْجُو رسولَ الله مِنْكُمْ *** وَيَمْدَحُهُ وينْصُرُهُ سَوَاءُأراد: من يمدحه ومن ينصره، فأضمر {من}، يريد: لا يعجزه أهل الأرض في الأرض، ولا أهل السماء في السماء. وقال قطرب: معناه وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء لو كنتم فيها، كقول الرجل: ما يفوتني فلان هاهنا ولا بالبصرة، أي: ولا بالبصرة لو كان بها، {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} أي: من وليٍّ يمنعكم مني ولا نصير ينصركم من عذابي.